التعليم في الدنمارك مسار طويل لتحسين الذات ،لا مجرد وسيلة لاجتياز الاختبار.
كتب خالد بيومي
الدنمارك أصغر الدول الاسكندنافية، لكنها تزخر بالتاريخ والثقافة وتعتبر العاصمة كوبنهاجن من أكثر المدن قابلية للعيش في العالم.
يستفيد الطلاب المؤهلون – وخاصة المواطنين الدنماركيين ومواطني الاتحاد الأوروبي/المنطقة الاقتصادية الأوروبية – من التعليم الجامعي المجاني، بالإضافة إلى منح شهرية تبلغ حوالي 1000 دولار للمساعدة في تغطية نفقات المعيشة وتشجيع الاستقلالية خلال فترة الدراسة، التي تصل إلى 11 شهرا في العام، مما يسمح لهم بالتركيز في دراستهم دون ضغوط مالية.
وقد فاز الدنماركيون بجائزة نوبل 13 مرة ، من أشهرهم عالم الفيزياء الشهير " نيلز بور " والتي حصل عليها عام 1922 عن إسهاماته في تطوير فيزياء الكم.
يتم تمويل هذا الدعم السخي من خلال نموذج الرفاهية القائم على الضرائب المرتفعة في الدنمارك، حيث يعمل معظم الناس منذ سن مبكرة، ويتم رفع سن التقاعد تدريجيًا ليصل إلى حوالي 70 عامًا لضمان استدامة النظام.
وغالبًا ما يوازن الطلاب بين دراستهم ووظائف بدوام جزئي بدءًا من سن 14 عامًا، مما يعكس تركيز الدنمارك القوي على الابتكار والتعليم والاستدامة الاقتصادية. كما تمنع الدنمارك استخدام الهواتف في المدارس.
والدنمارك هي موطن الأمير هاملت بطل مسرحية شكسبير المأساوية والتي دارت أحداثها كذلك في الدنمارك.
ويبلغ عدد سكان الدنمارك 5.8 نسمة وتدرس جميع المواد الدراسية باللغة الدنماركية.
وقد أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجودة التعليم في الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا معتبرا هذه الدول تقدم نموذجا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تحاكيه.
جاء هذا التصريح في سياق توقيعه على أمر تنفيذي لبدء تفكيك وزارة التعليم الفيدرالية بهدف نقل مسؤوليات التعليم إلى حكومات الولايات.
وقد صنفت الدنمارك كأقل الدول فسادا عام 2019، وتُعد نموذجا في الشفافية والحكم العادل، وقد هاجر 10% من سكان الدنمارك إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من " 1880_ 1920 ".