فضل صيام يوم عرفة.

 



كتب خالد بيومي 

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:«صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». رواه مسلم.

وعن عائشة- رضي الله عنها-: « مَا مِنْ السَّنَةِ يَوْمٌ أَحَبُّ إلَيَّ أَنْ أَصُومَهُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ». المصنّف لابن أبي شيبة (2/103).

قِف قليلًا… فهذه أيام لا تتكرَّر!

يوم عرفة يقترب،

ذلك اليوم العظيم الذي قال فيه النبي ﷺ:

«خير الدعاء دعاء يوم عرفة» (رواه الترمذي).

نعلم أن كثيرين يحملون همَّ الدعاء في مثل هذه الأيام:

منهم مَن يريد أن يقول كل شيء،

ومنهم مَن لا يعرف ماذا يقول.

لذلك نريد أن نُطمئنَ قلبك قبل ذلك اليوم المهيب:

اعلم أن ربَّك:

يسمعك… ولو لم تنطق،

ويُجيبك… ولو لم تُحسن الطلب،

هو معك… حتى حين لا تجد ما تقوله!

في الدعاء… لا تحتاج أن تكون فصيحًا، فقط كن صادقًا.

ولا تنس قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي﴾

كل من تُحدِّثه قد يملُّ… إلا الله.

وقوله سبحانه: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾

وفي عرفة… تقترب أكثر، ولو كنت أبعد الناس.

ادعُ… ولا تحدِّث نفسك بأنك لا تستحق،

فهو لا ينتظر إذنًا، ولا وساطة،

بل يُحب أن يراك مُقبلًا بصدق.

أجمل ما في الدعاء:

أنه لا يحتاج ميعادًا، ولا صياغة، ولا ترتيب مشاعر.

وربما تتغيَّر حياتك كلها بدعاءٍ واحد.

تقوله في ساعة صدق.

ثم أكثِرْ من الاستغفار…

ليس لأنك مذنب فقط، بل لأنَّه مفتاح كل شيء.


حاول ألا تفوت يوم عرفة…

عِشْه واغتنم ما فيه من فرصٍ عظيمةٍ.

والأهم:

أطفئ هاتفك ولو ساعة… دعها لله وحده.

وتذكَّر دعاء نبيِّك ﷺ:

«اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني» (رواه الترمذي)

دعاءٌ قصير… لكنه يغسل ما لا تغسله سنوات من التعب.

وفي النهاية… لا تحمل كل هذا وحدَك، فقط قل:

"يا رب."

اللهم لا تجعل لنا في هذه الأيام بابًا مغلقًا، ولا رجاءً خائبًا.

#نقاش_دوت_نت