المنشاوي. . قاريء القرآن الأول في القرن العشرين
كتب خالد بيومي
تمر هذه الأيام ذكرى رحيل الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي بقرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج، في عام 1920م، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره فهو سليل أسرة قرآنية عريقة، فوالده الشيخ صديق المنشاوي هو الذي علمه فن قراءة القرآن الكريم.
والده الشيخ الجليل صديق المنشاوي صاحب ومؤسس "المدرسة المنشاوية"، فاستقى منها الشيخ محمد أسلوبه وطوره بما يناسبه فصار علمًا من أعلام دولة تلاوة القرآن هو وشقيقه الشيخ محمود صديق المنشاوي.
انتقل إلى القاهرة ليتعلم علوم القرآن، وعندما بلغ الثانية عشرة درس علم القراءات على يد الشيخ محمد ابو العلا والشيخ محمد مسعود الذي أعجب به، وأخذ يقدمه للناس في السهرات، حتى بلغ الخامسة عشرة فاستقل.
ظل يقرأ في المساجد والمحافل حتى اشتهر أمره وذاع صيته ولقي قبولًا حسنًا لعذوبة صوته وجماله ومميزه بذلك، إضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية.
سجَل الشيخ المنشاوي أكثر من 150 تسجيلًا بالإذاعة المصرية والإذاعات الأخرى، منها المصحف المرتل كاملًا برواية حفص عن عاصم الذي يذاع بصفة دورية بإذاعة القرآن الكريم بالقاهرة، فضلًا عن المصحف المعلم وبعض الابتهالات النادرة.
زار المنشاوي سائر البلدان العربية والإسلامية، حيث قرأ في المسجد الأقصى بالقدس الشريف، وفي الكويت، وليبيا، والجزائر، والعراق، والسعودية وبريطانيا، وفي سوريا التي منحته وسام الاستحقاق، كما منحته إندونيسيا أحد أرفع أوسمتها، وكرّمته مصر بمنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، واختير "قارئ القرآن الأول" في القرن العشرين.
توفي مبكرًا إثر مرض عن عمر ناهز 49 عامًا، ولا يزال من أعلام القراءة ويحرص الكثيرون على الاستماع للقرآن بصوته حتى اليوم.
#نقاش_دوت_نت