عقائد المفكرين في القرن العشرين






  

كتب خالد بيومي 

صدرت الطبعة الأولى الصادرة عن دار الأنجلو المصرية عام 1958 من كتاب "عقائد المفكرين في القرن العشرين" للمفكر العلامة عباس محمود العقاد.

 لم يكن هم العقاد في الكتاب مناقشة العقائد التي توارثها الأبناء عن الآباء ولا وجهات نظر الرافضين المنكرين لكل اعتقاد دون أن يكون لهم في إنكارهم ورفضهم أي سند من علوم القرن العشرين، وإنما صرف العقاد كل جهده إلى تحليل ونقد شتى وجهات نظر الفلاسفة والمفكرين الغربيين إبان القرن العشرين في العقيدة الدينية.

ويشبه العقاد المفكرين - في اختلاف وجهاتهم بخصوص مسألة العقيدة الدينية- بالإبر المغناطيسية التي تختلف حركاتها في السفن السابحة لأنها تسبح في المشرق والمغرب وفي الشمال والجنوب وتتحول من جانب على الكرة الأرضية إلى جانب يقابله أو يوازيه، والمهم في هذه الحركات جميعا أن كل سفينة من السفن تحمل إبرتها وأن كل إبرة تنجذب إلى قطبها ولو لم يكن هنالك قطب لما اختلفت الوجهة ولا اختلفت الدلالة، والفرق بين السفن التي تحمل الإبرة والسفن التي لا تحملها هو الفرق بين الضمير الذي يطلب الإيمان والضمير الذي تعطل وانتهى إلى التعطيل، فليست السفن التي خلت من الإبرة أهدى من السفن التي تتردد فيها الإبرة ذات اليمين وذات الشمال، وليس الدليل الذي يتردد وهو يتجه إلى القطب أضل من الدليل الذي لا يتردد ولا يشعر القطب بوجوده، بل الواقع أن عكس ذلك هو الصحيح.

كذلك طلاب العقيدة حين يعومون في بحر الظلمات حول قطب واحد: تختلف الوجهات لأنها على وفاق نحو الغاية القصوى، ولو لم تختلف لما كانت هناك حركة ولا كان هناك اتجاه.

#نقاش_دوت_نت