هل الشخصية اليهودية عبقرية ؟

 


هذه أبرز أفكار الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري في هذه الأيام، فيما يتعلق باليهود واليهودية والصهيونية وعلاقتهم بالحضارة الغربية. كم نفتقد عقله وإخلاصه البحثي.

خلاصة ما أراد الدكتور المسيري قوله في هذا الموضوع  على النحو التالي:

• عاش اليهود في معظم مراحل التاريخ كأقلية، ولا يزالون كذلك. وبحكم كونهم أقلية، فقد التفّوا حول الدين حفاظًا على هويتهم من الذوبان، لا سيّما في فترات الاضطهاد الديني والسياسي والعرقي التي تعرضوا لها عبر التاريخ.

• من سمات عقلية من ينتمي إلى أقلية، أن يسعى إلى امتلاك مكامن القوة الممكنة التي تمكّنه من البقاء، سواء أكانت هذه القوة سماتٍ شخصية مميزة تنعكس مهارةً وتفوقًا في الصناعات والحرف والتجارة، أم في اختيار تخصصات معيّنة تتيح له – وقت الأزمات – حمل مدخراته والرحيل، وعلى رأسها تخصصات الصيرفة والبنوك والصياغة وما شابه. وإذا ما اختار أحدهم فرعًا من فروع المعرفة كالطب أو الفيزياء أو غيرهما، فعليه أن يتفوق فيه ليتجاوز الصورة النمطية السلبية المأخوذة عنه.

• الإنسان اليهودي شأنه شأن أي إنسان آخر؛ ليس عبقريًّا ولا استثنائيًّا، كما تحاول بعض الكتابات تصويره، وإنما هو إنسان عادي، فيه المتميز وفيه غير المتميز. ولكن، في المجمل، تبدو نسبة المميزين فيهم كبيرة مقارنة بعددهم الإجمالي.

• ارتبط اليهود عبر القرون بموضوعات كانت من أبرز أسباب اضطهادهم، من أهمها: مسؤوليتهم عن التحريض على قتل السيد المسيح، وممارستهم الإقراض بالربا، وضلوع بعضهم في تجارة الرقيق الأبيض (الجنس).

• ظهر من بينهم أصحاب نفوذ بفضل الثروات الهائلة، ومن أبرزهم مثلًا آل روتشيلد، الذين استصدروا – من خلال علاقاتهم بالنخبة الحاكمة في بريطانيا – وعد بلفور.

• مع ظهور الحركة الصهيونية في القرن التاسع عشر، والتي هدفت إلى تجميع جهود اليهود حول العالم والتنسيق مع القوى الكبرى لإقامة دولة يهودية صهيونية في فلسطين، انتقل اليهود عمومًا نقلة نوعية في مسارهم التاريخي منذ التدمير الثاني للهيكل على يد الرومان.

• وقد نجحت الحركة الصهيونية في مسعاها في نهاية المطاف، وأُسِّست الدولة سنة 1948، بفضل: التنظيم، والإدارة، والتكاتف، والإخلاص للفكرة، والتضحية من أجلها، وتوافق المصالح الدولية مع الرغبة الصهيونية في “التخلص من المشكلة اليهودية” في أوروبا بإقامة دولة لهم في فلسطين.

• لا تزال الدولة الصهيونية قوية لهذه الأسباب، فضلًا عن نظامها الديمقراطي الذي يسدّ مواطن الخلل أولًا بأول.

#نقاش_دوت_نت