اليابان .. أعظم قصة عودة في التاريخ

 ‏

خاص : نقاش 




كتب خالد شحاتة 


بعد نهاية الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة في عام 1945، أرسلت الولايات المتحدة مصورين وثائقيين إلى مناطق عدة من اليابان لتوثيق حجم الــدمــار الحاصل جراء الــقــنــابــل الــذريــة والــقــصــف الجوي الذي تعرضت له البلاد إبان الــحــرب، وكان من بين أولئك المصورين، مصورٌ صحفي أمريكي يدعى "جو أودونيل" يعمل لدى وكالة المعلومات الأمريكية.

في إحدى جولاته غرب اليابان، شاهد طفلاً يابانياً يحمل أخاه الصغير على ظهره وهو حاف القدمين أمام مــحـرقــة، 






في عام 1989، كانت اليابان تحكم العالم،حيث  نصيب الفرد من الناتج المحلي تجاوز المواطن الأمريكي ،وكانت 8 من أكبر 10 شركات في العالم كانت يابانية ،أسعار العقارات في طوكيو كانت تفوق كاليفورنيا.

بعد الحرب العالمية الثانية، كانت اليابان مدمّرة،خشيت الولايات المتحدة من الشيوعية، فبدأت تضخ المساعدات، وتفكك الاحتكارات، وأعادت بناء اليابان كآلة تصدير ضخمة.

خلال الفترة 1953  - 1970، انتعشت صادرات اليابان بنسبة 380٪.كانت أعظم قصة عودة في التاريخ.‏ أمريكا أعادت بناء اليابان ثم ندمت على ذلك.

‏ أصبحت اليابان مصنع العالم : سيارات، تلفزيونات، راديوهات، أشباه موصلات ، إذا كانت اليابان تصنعه، فالعالم يشتريه.

بحلول حقبة الثمانينيات، كانت 8 من أكبر 10 شركات في العالم يابانيةوأصبحت طوكيو مركزًا للتمويل العالمي، وكان نصيب الفرد من الناتج المحلي في اليابان أعلى من نظيره في أمريكا.

‏ثم جاء الاتفاق الذي دمّر كل شيء:اتفاقية بلازا (1985) للمساعدة في تقليص العجز التجاري الأمريكي، وافقت اليابان على تقوية عملتها (الين).

الين تضاعف خلال 3 سنوات.

انهارت الصادرات. وتوقّف النمو.

أصاب اليابان الذعر.

‏الأموال الرخيصة أغرقت البلاد

لإنقاذ الاقتصاد، خفّضت اليابان أسعار الفائدة إلى 2.5٪،

فانفجرت فقاعة ضخمة.

توقّف الناس عن الاستثمار في الشركات،

واتجهوا للمضاربة في الأراضي.




‏ انفجرت الفقاعة ،ولم تتعافَ اليابان بعدها

بحلول عام 1990:

• السوق المالية خسرت تريليون دولار

• العقارات خسرت 3 تريليونات دولار

• الأجور بلغت ذروتها — ولم تنتعش حتى عام 2024

وكان هذا بداية ما يُعرف بـ "العقود الضائعة" في اليابان.

‏ البنوك "الزومبي" زادت الأمور سوءًا

كانت البنوك مثقلة بالديون المعدومة لكنها رفضت شطبها.

تدخلت الحكومة لإنقاذها دون معالجة المشكلة الأساسية.

فواصلت البنوك إقراض الشركات المفلسة،فتراجع الابتكار، وتجمّد النمو.



‏ الحوافز جاءت متأخرة وصُرفت في الاتجاه الخاطئ

بدلًا من الاستثمار في المدن والصناعات الناشئة.

أنفقت اليابان مليارات على بنية تحتية في المناطق الريفية لم تُحدث فرقًا حقيقيًا.

الكثير منها بدا وكأنه مجاملات سياسية — لا تخطيطًا اقتصاديًا.

‏ الثقافة عرقلت التقدّم

في اليابان، لا يزال النجاح يعني ساعات عمل طويلة والأقدمية في الوظيفة.

الكفاءة؟ الابتكار؟ روح المغامرة؟

كلها ثانوية أمام "التمسك بالطريقة التي اعتادوا عليها دائمًا".

من الصعب بناء المستقبل بعقلية تنتمي إلى الماضي.

بل لديهم كلمة تعني "الموت بسبب العمل الزائد": (كاروشي)





‏ عدم السماح بالهجرة  أدى إلى تقلّص السكان

بينما جلبت دول أخرى عمالة، أغلقت اليابان حدودها.

أكثر من 25% من السكان الآن فوق 65 سنة.

والشباب أيضًا لا ينجبون أطفالًا.

ومنذ 1995، يتناقص عدد العاملين في اليابان.

واليوم؟

اقتصاد اليابان ينكمش للمرة الأولى في عام قبل صدمة الرسوم الجمركية

- الناتج المحلي تراجع 0.7% على أساس سنوي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2025

- الانكماش يمثل مصدر قلق إضافي بشأن قدرة الاقتصاد على الصمود 

 توقع البنك المركزي الياباني، أن أرباح الشركات ستتراجع هذا العام بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، ما سيدفعها إلى خفض خططها للإنفاق الرأسمالي، في ظل تنامي المخاوف بشأن التأثير المحتمل على اقتصاد البلاد المعتمد على التصدير.⁣

وكشف بنك اليابان، في النسخة الكاملة من تقريره حول التوقعات الاقتصادية، أن شركات صناعة السيارات اليابانية تحمّلت التكاليف المتزايدة الناجمة عن الرسوم الجمركية بدلاً من تمريرها إلى المستهلكين الأميركيين، وهو ما انعكس في تراجع أسعار الصادرات بنحو 20% منذ أبريل.⁣

•النمو الاقتصادي شبه متوقف

•الأجور ثابتة 

•عدد السكان في انخفاض

بعد تصدره قائمة مؤشر هينلي لجوازات السفر وحصوله على لقب أقوى جواز سفر بالعالم لسبع سنوات متتالية، تراجع جواز سفر اليابان  إلى المركز الثاني لعام 2025. وفق تقرير صدر من مؤشر هينلي لجوازات السفر. فيما وصل جواز سفر الإمارات العربية المتحدة  لمرتبة أعلى بالمقارنة مع العام الماضي. إليكم تفاصيل قائمة مؤشر هينلي لجوازات السفر مع مراكز جوازات الدول العربية




‏ الدرس المستفاد  هو الدين ليس مجانيًا.

الابتكار هو الأهم. اليابان نسيت حقائق أساسية:

• الأرض ليست هي الثروة

• عمليات الإنقاذ ليست هي النمو

• كل الشركات يجب أن تفنى في النهاية

• الحكومة لا تستطيع التنبؤ بالمستقبل. الدرس الحقيقي: الدين ليس مجانيًا.

الابتكار هو الأهم. اليابان نسيت حقائق أساسية:

• الأرض ليست هي الثروة

• عمليات الإنقاذ ليست هي النمو

• كل الشركات يجب أن تفنى في النهاية

• الحكومة لا تستطيع التنبؤ بالمستقبل

#نقاش_دوت_نت