التحايل ( ١ )





بقلم إيمان أفندي 


 رفضت أمينة تناول طعام الغداء على متن طائرة (Air France) المتجهة إلى القاهرة، واكتفت ببعض القهوة، فقد كان بالها مشغولًا بوالدها الذي يرقد في أحد مستشفيات باريس.

والد أمينة رجل أعمال معروف وصاحب شركات، أما هي فإنها تبلغ من العمر خمسين عاما، وهي ذراعه اليمنى، والمُلمة بكل صغيرة وكبيرة في الشركة. وكانت مضطرة للعودة إلى القاهرة لمتابعة صفقة مهمة، تاركة والدها مع والدتها في باريس.

وفي الطائرة، شعرت أمينة بالبرد، فالتفتت إلى المضيفة التي كانت واقفة خلفها في ذلك الوقت، وطلبت منها بطانية، وقبل أن تستدير سمعت من يحدثها ويقول: أمينة هانم؟! وقد لاحظت أمينة - التي انفصلت عن زوجها منذ أكثر من عشر سنوات - وسامة هذا الشخص. وقبل أن تقول أي شيء بدأ يُعرفها بنفسه، فأخبرها بأن اسمه فؤاد صبري، وأنه صديق قديم لطليقها، وأوضح لها أنه قابلها من قبل في مناسبة عندما كانت متزوجة.

وهكذا بدأ التعارف ثم المقابلات ثم الإعجاب المتبادل.

وفي هذه الأثناء تماثل والدها للشفاء، وعاد إلى القاهرة، فحكت له أمينة ما حدث مع فؤاد، وأخبرته بأنه رجل وسيم محنك يعرف كيف يعامل السيدات ويتحدث معهن.

وهذا لم يُطمئن والدها، بل أثار في قلبه الريبة من ذلك الشخص كامل الأوصاف! فبدأ في التحري عنه عن طريق معرفته الشخصية بأحد المسؤولين الأمنين في الدولة، إلى أن كانت المفاجأة! لقد وجد أن فؤاد من عائلة كانت في يوم ما غنية ومعروفة، لكن كل هذا انتهى بعد وفاة والده وإفلاسهم، وهذا لم يُرض فؤاد الذي تعود نمطا معينا من الحياة والمعيشة، وكان شخصا ذكيا ووسيما ويحسن الحديث، فاستغل كل ذلك في الإيقاع بالسيدات المطلقات والأرامل، ومن ثم الاستيلاء بالتحايل على أموالهن، ثم تركهن والاختفاء تمامًا، ثم البحث عن ضحية أخرى!

وعلى الرغم من أن أمينة قد انزعجت مما سمعته من والدها عن فؤاد، فإنها قررت مجاراته في خطته إلى النهاية. وكما وضع هو خطة للإيقاع بها، وضعت هي أيضا خطة لتحطيمه تمامًا. فحاولت الوصول إلى عدد من النساء اللاتي عرفهن فؤاد من قبل، وقام باستغلالهن وسرقتهن، وعرفت منهن طريقته في التحايل على النساء، واستخدمَتها هي للإيقاع به.