من هو اللاعب السعودي الذي غير قانون كرة القدم ؟


تقرير خاص 






القاهرة: " نقاش " 

في ‏العام 1983، خلال نهائيات كأس العالم العسكرية بأبوظبي، تواجه المنتخبان السعودي والكويتي..الجو مشحون، الأسماء لامعة، والكويت تخوض اللقاء بأقوى جيل مرّ على الكرة الخليجية:جاسم يعقوب، فيصل الدخيل، العنبري، الطرابلسي، يوسف سويد…

على الجانب الآخر، منتخب سعودي شاب يتلمّس طريقه، بقيادة المدرب البرازيلي الشهير "زاجالو"، وأسماء طموحة مثل ماجد عبد الله ونعيمة وجمال فرحان.

‏في كرة القدم، عندما يرفع الحكم البطاقة الحمراء في وجه أحد اللاعبين، يخرج اللاعب من الملعب فورًا.

المشجع العادي قد يظن أن هذا مجرد إجراء شكلي، أو مجرد "عقوبة قانونية"..لكن خلف هذا الخروج الإجباري... قصة مأساوية غيرت قوانين اللعبة إلى الأبد بسبب اللاعب جمال فرحان.



‏انتهى لشوط الأول بالتعادل السلبي 

في الشوط الثاني، يسجّل ماجد عبد الله هدف التقدم للأخضر، لكن الحكم البلجيكي أليكسيس بونيت يحتسب لمنتخب الكويت  ضربة جزاء مثيرة للجدل ، سجّل منها عبد العزيز العنبري  هدف التعادل.

المعلق السعودي الشهير علي داود علق غاضبا: "شيء عجيب... شيء خرافي!"..إيقاع المباراة يتجه لاحتساب وقت إضافي والتوتر يتزايد.

الحكم البلجيكي يشهر البطاقة الحمراء الأولى في وجه جمال فرحان، بعد التحام مع اللاعب الكويتي مبارك مرزوق، وهذا الالتحام لا يستدعي عقوبة الطرد ، فرحان يغادر الملعب، لكن  في تلك الأيام كان يُسمح للاعب المطرود بالجلوس على دكة البدلاء.




‏تُستأنف المباراة، ويسجّل يوسف سويد هدف التقدم للكويت،ثم يُطرد لاعب سعودي ثانٍ، سمير عبد الشكور، بعد أن عرقل  يوسف سويد المنفرد، لتصبح مهمة الفريق الأخضر صعبة  بعد هزيمة  بهدفين، ونقص عددي، وتوتر لا يُحتمل.

وسط هذه الأجواء المشحونة ، يتسلل جمال فرحان من دكة البدلاء إلى أرضية الملعب. .لم يكن أحد يتوقع ما سيحدث…اقترب بهدوء من الحكم أليكسيس بونيت…ثم فجأة، وبحركة صادمة، وجّه له لكمة قوية وسريعة في الوجه!



‏الحكم البلجيكي، الطويل القامة، سقط على الأرض مترنحًا كالمصعوق..الملعب صُدم…أصاب الذهول اللاعبين ،والجماهير شهِدت لحظة خرجت عن كل منطق رياضي.

الحكم أليكسيس :

قاد مباريات في مونديال 1982، بينها مواجهة إنجلترا وإسبانيا، كما قاد نهائي دوري أبطال أوروبا 1987 بين بورتو وبايرن ميونيخ.بدأ مسيرته مع التحكيم الدولي عام 1975 واعتزل عام 1989..و لكنه لم ينسَ لكمة جمال أبدًا.

‏هذه الواقعة غيرت  قوانين الفيفا :

‏‎قانون عدم بقاء الاعب المطرود مع الاحتياط كان ضمن الائحة في ذلك الوقت ولم يكن يطبق بحذافيره وبعد الحادثة اصبح الاتحاد الدولي يشدد على خروج الاعب من أرض الملعب بعد طرده .

لكمة  فرحان دفعت الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى مراجعة لوائحه، وتحديدًا ما يتعلق بمكان وجود اللاعب المطرود،حيث لم يعد يُسمح للاعب المطرود بالجلوس على دكة الاحتياط .

ومنذ تلك اللحظة، أصبح لزامًا على اللاعب المطرود أن يغادر الملعب ومحيطه فورًا، دون رجعة.

التعديل لم يكن فقط تطبيقا لعقوبة، بل تجنبا لتكرار مشاهد العنف التي تهدد سلامة الحكام واللاعبين.



‏اللاعب الذي بدأ مسيرته في نادي النصر الكويتي، ثم لعب للاتحاد السعودي، وانضم للمنتخب، انتهت مسيرته بلقطة وحيدة.




توارى فرحان عن الساحة الرياضية لأكثر من 15 عامًا، وعاد لفترة قصيرة ليتولى منصب إداري في الاتحاد، ثم اختفى مرة أخرى. 

#نقاش_دوت_نت