مقطع من رواية " بداية جديدة " للروائي سعيد الشوادفي



نظر كريم بعينيه الدامعة نحو من يلقي إليه بفاجعة ربما لن يستطيع نسيانها ما دام حيا.

وجده شقيق همام الأكبر، حدث نفسه قائلا:

تبا لك يا سامي، كيف استطعت أن تنطق بمثل هذه الكلمات، ثم استطرد:

مَن أخبرك بأنه قد مات؟

أخبرني الطبيب الذي خرج من عنده، طلبني كي أوقع على بعض الأوراق وأخذ تصريح الدفن واستلام الجثمان.

أردف كريم بدهشة وانفعال قائلا:

هل وقعت على الأوراق يا سامي!؟

أردف سامي وهو يكافح دموعه كي يمنعها من الفوران:

نعم وقعتها يا كريم، وقعتها كي نأخذ همام ونواريه الثرى.

صاح الجميع وهتفوا قائلين:

لا إله إلا الله. لا إله إلا الله

انفجر كريم غضبا وهو يلوح بيديه ثم قال:

تبا لك يا سامي، تبا لك أيها الغبي الجاهل، من قال لك أننا سنأخذ همام جثة هامدة ونعود به إلى البلدة؟ ماذا سنقول لأمه حينما تسألنا أين العريس!؟ كيف ستستطيع أن تنظر بعينيها وأنت قد عدت إليها بجثة همام قبل أن...؟

لحظات صمت مرت كأنها دهور، وفجأة أردف كريم بصوت جهوري قائلا:

لا. لن نستلم جثمانه، ليس لنا في هذه المستشفى أحد، هيا بنا نعود إلى البلدة وأتركه لهم يفعلون به ما يشاؤون.

#سعيد_الشوادفي

#كلمات_وحروف_للنشر_والتوزيع