زعيم مكة في المطاع في زمانه، كانت أوامره كالشرع لدى العرب وهو أول من بدّل دين العرب من الحنيفية والتوحيد دين إبراهيم و اسماعيل إلى الوثنية و الشرك حيث أدخل الأصنام لتُعبد من دون الله بالجزيرة العربية ، حيث سافر عمرو بن لُحَيّ إلى الشَّام؛ فرأى أنَّهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله؛ فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فأعجبه فعلهم وظنّ أنَّهم على الحقّ، وأنّ هذه الأصنام تُقرّبهم إلى الله زُلفى؛ فالشَّام هي موطن الأنبياء والرِّسالات و ارض العرب ارض جفاف و قحط فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ؟ فأعطاه أهل الشام صنماً يُدعى بهبل.
فقَدِم عمرو بن لُحَي من سفره ومعه أول صنمٍ يدخل مكّة وهو هُبَل، ووضعه في جوف الكعبة وطلب من النَّاس التَّوجه لهذا الصَّنم بالعبادة؛ فأجابوه، وبعد ذلك لَحِق أهل الحجاز جميعهم أهل مكّة في عبادة الأصنام؛ ظنًّا منهم أنّ أهل مكّة أولى النّاس بالاتباع فهم ولاة البيت وأهل الحرم.
ومن أشهر الأصنام التي انتشرت في شبه الجزيرة العربيّة بعد هُبَل، صنمٌ اسمه مناة للعرب جميعًا خاصّةً الأوس والخزرج وكان منصوبًا بقُدَيد على ساحل البحر الأحمر، وصنمٌ اسمه اللَّات لأهل الطَّائف، والعُزَّى بوادي نخلة بين الطَّائف ومكّة.
ولم يزلْ العرب على عبادة الأصنام التي سنَّها لهم عمرو بن لُحَيّ حتى بعث الله نبيّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بدِين إبراهيم عليه السَّلام، وإبطال ما أحدثه فيهم عمرو بن لُحَيّ ودعوة النَّاس إلى نبذ عبادة الأصنام وإفراد الله وحده بالألوهيّة والعبوديّة، وفعل عمرو بن لُحَيّ عظيمًا في تغيير دِين الله واستحقّ عليه أقصى عقوبةٍ في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رأيتُ عمرو بن لُحَيّ يجر قصبه في النار" يعني أمعاءه.