القصة تعود إلى زمن الدولة العباسية عندما رأى الخليفة العباسي الواثق باللّه (232هـ - 722م) في المنام حلماً تراءى له فيه أن السد الذي بناه ذو القرنين، قد انفتح، فأفزعه ذلك
فكلف سلام الترجمان بالقيام برحلة ليسـتكشف له مكان سد ذي القرنين
في "مروج الذهب" للمسعودي، يذكر المؤرخ تفاصيل حول زيارة قام بها بعض المسلمين إلى مكان يُعتقد أنه السد الذي بناه ذو القرنين، وهو السد الذي ذكره القرآن في قصة يأجوج ومأجوج. خلال هذه الرحلة، وصفوا الجدار بأنه ضخم للغاية، مصنوع من مواد قوية مثل الحديد والنحاس المذاب، مما جعله لا يُمكن اختراقه بسهولة.
الرحلة كانت إلى منطقة تقع بين جبلين، حيث كان السد يمتد عبر هذه الفجوة الجغرافية، وكان يبدو كحاجز ضخم. لم يكن السد في حالة جيدة تمامًا، بل كان يظهر عليه آثار الزمن، لكن لا يزال يُعبر عن قوة بنائه وصلابته.
يبدو أن المسافرين لم يتمكنوا من معرفة تفاصيل دقيقة حول من قام ببناء السد بشكل مباشر، إلا أن الروايات الشعبية في ذلك الوقت أكدت أنه كان السد الذي بناه ذو القرنين لمنع فساد قوم يأجوج ومأجوج.
المسعودي يشير إلى أن الجدار كان يحجز بين قبائل أو شعوب معينة، ولا يسمح لهم بالتفاعل مع بعضها البعض بسبب هذا الحاجز الضخم. كما أن الرحالة المسلمين في تلك الفترة كانوا في حالة دهشة من ضخامة السد. كان من الواضح أنه تم بناؤه بتقنيات هندسية متقدمة جدًا بالنسبة للعصر الذي بني فيه.
في النهاية، يمكن القول ان هذا السد هو نفس الذي ذكره القرآن في قصة ذي القرنين. ولا شك أن مكان السد كان مصدرًا للكثير من الأساطير والتفسيرات عبر العصور.