في قلب الغابات الهندية، داخل كهفٍ معزول لا تصله حتى الشمس، كانت تعيش امرأة روسية مع طفلتيها في صمتٍ مطبق... بلا كهرباء، بلا اتصال بالعالم، وبلا تفسير.
هذه قصة نينا كوتينا، أو "موهي"... المرأة التي اختارت أن تختفي.
كل شيء بدأ من انهيار أرضي بسيط في تلال "راماتيرثا" قرب مدينة غوكارنا بولاية كارناتاكا الهندية...
وخلال دورية روتينية للشرطة، لاحظ الضباط شيئًا غريبًا:
ملابس معلّقة على جذع شجرة أمام كهف في مكان مهجور.
اقتربوا... فكان الاكتشاف الذي حيّر الجميع.
داخل الكهف، كانت تجلس امرأة نحيلة بملابس بسيطة، وطفلتان صغيرتان تراقبان بصمت.
لم تكن هناك علامات خطر، ولا طلبات استغاثة… فقط عزلة تامة.
المرأة عرّفت عن نفسها باسم "موهي"، لكنها في الحقيقة تُدعى نينا كوتينا، روسية، تبلغ من العمر 40 عامًا.
لكن الصدمة لم تكن فقط في وجودها مع طفلين وسط الغابة...
بل في جواز سفرها.
دخلت نينا الهند عام 2017 بتأشيرة أعمال، ثم اختفت.
لم تُغادر، ولم تسجَّل مغادرتها قط.
ثماني سنوات كاملة، قضتها في الظل، دون أن يعرف أحد أنها لا تزال على قيد الحياة.
خلال التحقيقات، لم تكن هناك قصة اختطاف. لم تُجبر على شيء.
قالت نينا إنها التقت برجل هندي في غوا قبل سنوات، وقد تحدّث معها عن فلسفة الهندوسية، ومفاهيم مثل "كارما" و"موكشا" والعياذ بالله .
تأثرت عميقًا…
وقررت أن "الحياة العادية" لم تعد تناسبها.
تركت كل شيء خلفها.
المال، التكنولوجيا، العالم الحديث… حتى وطنها.
سافرت من "غوا" إلى "غوكارنا"، حيث وجدت هذا الكهف الطبيعي.
وبدأت تعيش هناك… في عزلة تامة، تتأمل، تصلي، وتبحث عن شيء واحد فقط:
السلام الداخلي.
قالت للشرطة:
"أردت أن أبلغ مرحلة موكشا... أن أتحرر من دورة الحياة والموت، أن أتوحد مع الإله."
تؤمن بعض المدارس الهندوسية أن Moksha هي قمة التجربة الإنسانية، حيث تنتهي المعاناة ويذوب الإنسان في المطلق.
لكن الحياة في الكهف لم تكن سهلة.
لا كهرباء، لا ماء جاري، لا طعام منتظم…
كيف نجت؟
ما زالت السلطات تحقق.
لكن الأكيد أنها أنجبت طفلتيها داخل الغابة، وربّتهما بعيدًا عن أي مستشفى، دون تسجيل رسمي، دون مدارس، ودون أن يراهم أحد.
بعد الإنقاذ.
السلطات بدأت في إجراءات ترحيلها بالتنسيق مع السفارة الروسية، ونُقلت العائلة إلى بنغالور لاستكمال الترتيبات.