رغم المجازر الجماعية وحرب الإبادة في الغزو الأمريكي للفلبين، مانيلا تسمح بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود مع الصين
يوليو 18, 2025
تقرير خاص لموقع " نقاش "
كتب خالد بيومي
تشير صورة الصفحة الأولى من "مجلة نيويورك" من عام 1902
إلى تصريح خطير للجنرال الأمريكي سيئ السمعة جاكوب اتش سميث في الفلبين يقول فيه :"اقتل كل شخص فوق سن العاشرة".
فخلال الحرب الفلبينية الأمريكية (1899-1902)، شهدت الفلبين أعمال همجية من قبل الاستعمار الأمريكي ووفقًا للكاهن الكاثوليكي مانويل أريلانو ريموندو، قُتل أكثر من مليون فلبيني خلال هذه الحرب.
ومن جهته، ذكر الصحفي الأمريكي جيمس ب. غودنو أن العدد قد تجاوز سدس إجمالي سكان البلاد، بين 1.2 إلى 1.5 مليون حالة وفاة. هذه الأرقام تشير إلى واحدة من أكبر جرائم الإبادة الجماعية التي وقعت في التاريخ.
وبعد انتصار البحرية الأمريكية على البحرية الإسبانية في عام 1898، استولت على الأرخبيل الفلبيني، وحولته إلى مستعمرة.
برر الرئيس الأمريكي حينها ويليام ماكينلي، هذا الاحتلال من خلال التأكيد على أن الفلبينيين غير قادرين على الحكم الذاتي وأن الله أشار له إلى أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا سوى تثقيفهم وتنصيرهم ..
الحقيقة أن الأمريكيين لم يصلوا كمحررين، ولكن كغزاة، فبعد ان قام الزعيم الفلبيني إميليو أغينالدو في 1898، بإعلان استقلال الفلبين .
بدأت أمريكا عام 1899 بالأعمال الوحشية ،وفي عام 1901، أسرت امريكا إميليو أغينالدو وتولى ماكاريو ساكاي الرئاسة الفلبينية بعد القبض على أغينالدو، فقامت امريكا بخداعه عام 1906 بعرض كاذب للعفو عنه فسلم نفسه وتم شنقه عام 1907
تجاوز عدد المدنيين الذين قضوا نتيجة للحرب حوالي مليون شخص، من أصل ما مجموعه 9 ملايين فلبيني.
قام الجيش الأمريكي بحرق القرى، وتدمير المنازل وتدنيس المقابر، واغتصاب النساء والمذابح الواسعة النطاق حتى ان الجنرال جاكوب هيرد سميث أمر بقتل كل شاب يزيد عمره عن عشر سنوات في جزيرة سامار.
استخدم الجنود الأمريكيون طرقًا وحشية مثل التجويع والعطش فقطعوا الماء وإمدادات الأكل ودمرت القوات الأمريكية سبل عيش الفلبينيين، وقتلوا معظم الثيران الزراعية (الكاراباوس) لإحداث مجاعة بالسكان وانخفض عدد السكان من 40 ألف إلى 11 ألف و تقلصت المساحة الزراعية من 20 ألف هكتار إلى 632 هكتار في عامين فقط.
وفي عام 1905 ومع فكرة تبرير احتلال الفلبين، تم تنظيم حديقة حيوان بشرية في جزيرة كوني (نيويورك) مع مئات من السكان الأصليين الفلبينيين الذين عاملوهم كحيوانات برية، ووصفتهم الصحافة الأمريكية بأنهم أكلة لحوم البشر و الكلاب ..
كانت ولاتزال المذبح الأمريكية فظيعة للغاية .
ورغم مذابح الإبادة الأمريكية في الفلبين سمحت مانيلا للولايات بإقامة قاعدة عسكرية جديدة في الفلبين قرب السواحل الصينية، في خطوة تهدف إلى "الرد على السلوك العدائي" لبكين في بحر الصين الجنوبي. ومن المقرر أن تُجهز القاعدة، التي من المنتظر أن تُفتتح في عام 2026، بسفن حربية مستعدة للتحرك في حال وقوع أي مواجهات.
وتأتي هذه الخطوة ضمن إطار تحالف عسكري يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والفلبين، تتهم فيه هذه الدول الصين بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة، مما يرفع وتيرة التوتر بين بكين ومانيلا .
و رفضت بكين هذه الاتهامات، مؤكدة أن الولايات المتحدة هي من تجلب التوتر في المحيط الهادئ من خلال عسكرة متنامية في بحر الصين الجنوبي.