كاتب إسرائيلي : أين النصر الذي صدعتم به رؤوسنا ؟!

 







آفي أشكنازي - معاريف / 20/2/2025


أحداث 7 أكتوبر تحز عميقاً في النفس الإسرائيلية. الخوف، الرعب، انعدام الوسيلة، خيبة الأمل من ذاتنا، من فشل الجيش الإسرائيلي، وفشل الدولة. هذا إلى جانب الغضب ومشاعر الثأر تجاه أعدائنا. كل هذا يتلخص في صورة واحدة؛ صورة الأم شيري بيباس وطفليها الصغيرين، الذين اختطفوا من بيتهم في “نير عوز” إلى الجحيم على أيدي حماس. عائلة بيباس قصتنا جميعاً، ألم شعب كامل، ألم لن يلتئم أبداً. سيعودون إلى تراب إسرائيل. قال الجيش الإسرائيلي بألم إن “عودة الأم وطفليها في توابيت، فشل من الجيش الإسرائيلي، فشل دولة إسرائيل”… اليوم نتلقى الحقيقة التي يصعب على نتنياهو أن يوافق عليها –لم يفِ بكلمته. لكن هذا هو الواقع – لم ننتصر في غزة. الجيش الإسرائيلي لم يجلب النصر… تتلقى إسرائيل الأم شيري وابنيها ارئيل وكفير في توابيت مكسوة بعلم الدولة. الدولة إياها التي خانتهم مرتين: الأولى حين لم تحميهم في بيتهم، حين غفت في الحراسة والتزامها تجاه مواطنيها، وفي المرة الثانية حين لم تعرف الدولة رغم قوتها العسكرية والسياسية، كيف تنقذهم أحياء من الجحيم. سنشاهد الصور الأليمة والقاسية من حدود غزة. نطأطئ الرأس بأننا فشلنا وتخلينا… إسرائيل بعيدة عن النصر. الدولة ملزمة بالتركيز على إعادة المخطوفين الأحياء والأموات. وفور ذلك، هي مطالبة بالاستعداد لحرب حقيقية. ليس مع ثلاث فرق، بل مع خمس وست. الدخول إلى غزة بقوة عظيمة. نقصف ونبيد كل ما هو في قطاع غزة. مع كل الاحترام لأقوال كبار رجالات الجيش، لا يزال الكثير جداً مما يمكن عمله في غزة.

إن اعادة حماس بناء قوتها وعدم ترددها من الاقتراب من المقاتلين، لرصد وبحث الفرص لضربنا، أمر مقلق جداً. فهذا ليس عمل منظمة إرهاب هزمت أو ردعت… إن بحثنا عن كيفية نقل الوسائل إلى غزة، من مساعدات إنسانية وحتى كرفانات وتراكتورات تثري صندوق حماس – هذا ليس نصراً. وأن يتنزه كبار رجالات حماس بين الدوحة، وإسطنبول، وبيروت، والقاهرة، وطهران ومدن أخرى دون خوف، هي أيضاً مقلقة للغاية. هذا ليس نصراً… رئيس الوزراء كان مشغولاً أمس بإحاطة وسائل الإعلام بأمور أهم بكثير من النصر على حماس، كان مشغولاً بالمواضيع الحقيقية الأكثر إيلاماً ودراماتيكية من ناحية أمن إسرائيل، وهو إغلاق الحساب مع رئيسي الموساد دادي برنياع و”الشاباك” رونين بار. وعلى الطريق، تحويل مقاتلي هذين الجهازين إلى غير شرعيين. بالضبط مثلما فعل للشرطة ولأفرادها، وللنيابة العامة، ولمحكمة العليا وللقضاة، وللجيش الإسرائيلي ولرئيس الأركان.

تمر القافلة من غلاف غزة إلى “أبو كبير” [مكان لتشريح الجثث] في تل أبيب. سيارات ودراجات الشرطة في المقدمة، وبعدها مركبات الجيش الإسرائيلي مع توابيت الضحايا. كلنا نشهد -بنظرة مهانة وأليمة- القافلة التي ترمز إلى الفشل وتخلي الدولة عن مواطنيها.