مسرحية الجنون في البيت الأبيض ليلا !!.




بقلم  ياسر الزعاترة


ترامب "البلطجة".. "جنون العظمة" .. "التألّه".. "الصهْينة".. هوس التاجر بجمع المال؟!

لم يكن هذا رئيس الولايات المتحدة الذي كنّا نشاهده ليلا مع نتنياهو.. فحتى الأخير لم يخطر بباله أن يصل مضيفه هذا المستوى من السخاء المجنون، وصولا إلى أخذ قطاع غزة (احتلالا)، وليس بصفقة شراء على طريقة "غرينلاند"، ثم التعامل مع مصر والأردن والسعودية والبقية، كما لو كانت ولايات أمريكية، يأمرها فتُعلن الطاعة.. بين استقبال المهجّرين وبين التطبيع المجاني.


لم يكن رئيسا هذا الذي كان يتحدّث.. إنه خلطة من مصارع في حلبة يركل بيديه ورجليه ولا يريد غير الفوز، ومن بلطجي في حارة يعتقد أن أحدا لن يتمرّد عليه، مضيفا إلى ذلك نهم تاجر العقارات الذي يريد الاستيلاء على ما ليس له، ويجعل من قطاع غزة "ريفيرا الشرق الأوسط"، حسب تعبيره.


على أن الجانب الأهم في كل تصريحاته (المباشرة وغير المباشرة) هو ذلك المتعلق بهوسه الصهيوني الذي لم يتخيّله عُتاة اليمين (بن غفير قال صباحا إن تصريحات ترامب تنسجم مع طرحه!)، ممثلا في الشروع في تصفية القضية الفلسطينية و"تنظيف" فلسطين (ليس الضفة والقطاع فقط) من كل الفلسطينيين، وجعلها يهودية خالصة، ومن ثم مدّ اليد إلى مساحات أخرى من المحيط العربي، بحسب المُتاح (اعترف لهم بالسيادة على الجولان في الولاية السابقة، وقد يُهديهم المزيد هذه المرة!). أما الهيْمنة، فهي تحصيل حاصل، وطبعا بعد فرض التطبيع على جميع دول المنطقة (الدول المشتبكة فيما بينها على نحو يُسهّل استغلال تناقضاتها).


هكذا يعلن بلطجي العالم الحرب على المنطقة برمّتها، ويقرّر تنصيب "الكيان" سيّدا عليها، رغم "مساحته الصغيرة" التي يمكن توسيعها، بحسب المُتاح لاحقا، ربما بعد تنظيف فلسطين من البحر إلى النهر من شعبها الأصيل!


هذا المستوى من البلطجة وجنون العظمة والتألّه سيرتدّ عليه وعلى "كيانه الصهيوني الحبيب"، لكن الكرة الآن في ملعب أنظمتنا (بجانب عصابة "التنسيق" في رام الله)، والتي عليها أن تصرخ بـ(لا) في وجه ترامب، وليس بكلام دبلوماسي تقليدي، وقد كان الموقف السعودي جيّدا بمسارعته إلى نفي ما ذهب إليه ذلك الكائن، والتأكيد على أن "الدولة الفلسطينية" ما تزال شرط التطبيع، رغم رفضنا لكل مسارالتطبيع ومقدّماته، ومنطق الحلول برمّته.

إذا كان مجنون واشنطن يريد التورّط في "مستنقعات المنطقة" على طريقة بوش (الابن)، فليكن، وسيخرج خاسرا من دون شك، فهذه الأمّة التي يذهب أبطالها إلى الشهادة مُبتسمين، ليست في وارد الركوع (بطولات غزة شاهد عظيم)، وستقاوم وتقاوم حتى تنتصر.. هذا هو قدرها وهذا هو تاريخها.. والأيام بيننا.