مدخل إلى نظرية المعرفة

 



لم يتفق العقلاء على وضع تعريف مخصوص للمعرفة، بل إن لكل منهم اجتهادات و محاولات لتوصيف الحقيقة العلمية النفيسة و العقلية التي ينتج عنها أن يكون الانسان عارفاً بأمر ما، فتعددت تعريفات هذا المصطلح، وتجدر الاشارة إلى أن مصطلحا العلم و المعرفة و إن كان بينهما نوع ترادف إلا أنهما مختلفان، و اشتراكهما في أنهما؛ اعتقاد الشيء على ما هو عليه وتيقنه و ارتفاع الشكوك عنه. إلا أن المعرفة أخص من العلم، ذلك أن المعرفة عبارة عن العلم بأمر معين في ذاته، أما العلم فأعم و أشمل. 

و من التعريفات المختارة للمعرفة؛ " الفعل العقلي الذي يتم به حصول صورة الشيء في الذهن، أو الذي يتم به النفوذ إلى جوهر الموضوع لتفهم حقيقته، فنحن إذن أمام عملية عقلية و نفسانية تحدث داخل نفس الإنسان ليتوصل إلى معرفة شيء معين أو من أجل التوصل إلى حقيقة هذا الشيء، فلا يمكن تعريف المعرفة إلا بأنها الحالة النفسية التي يجدها الإنسان بالضرورة حال الإدراك"

و إذا علمت هذا فبالنظر لما تبحث عنه نظرية المعرفة و ما تحاول الاجابة عليه من أسئلة، وما يتعلق بالإدراكات و التصورات و التصديقات التي نكونها يكفي أن يكون تعريفا جامعاً مانعاً.

و قبل الحديث عن أدوات المعرفة و كيفية الوصول إليها، يَجدر بنا أن نتساءل؛

 هل يمكن الوصول  إلى المعرفة؟