لغز مسلسل الصفارة وما حدث في جمصة




بقلم  ضحى محمد السلاب.

" أنت مش عارف ايه اللي حصل في جمصة" 

جملة ترددت باستمرار على لسان وجيه " طه الدسوقي" لأخيه " شفيق " أحمد أمين بمسلسل الصفارة ٢٠٢٣ تأليف ورشة كتابة تضم سارة هجرس وشريف  عبد الرحمن  وعبد الرحمن  جاويش وإخراج علاء اسماعيل. وحسب تصريح الفنان  أحمد أمين خلال لقائه مع الإعلامي رامي رضوان ببرنامج "مساء dmc" أن "فكرة المسلسل مقتبسة من الفيلم الأمريكي  Butterfly Effect، والذي يتناول  مبدأ تأثير الفراشة،  عن أصل  رواية قديمة اسمها صوت الرعد، ظهرت فيها فكرة تأثير الفراشة، وإن موت فراشة من آلاف السنين كان سبب تغيير الأرض كلها".

فكرة المسلسل 

 وتدور أحداث مسلسل الصفارة في إطار كوميدي؛ عن  شفيق مرشد سياحي في شركة  طموح يبحث عن الترقية والذى يقترح على الشركة فكرة برنامج أو ابلكيشن باسم سواح يكون بوصلة لحركة السائحين في مصر.ثم ترك الشركه بسبب  سرقة فكرة مشروعه    وسافر إلى الأقصر  وبدأ مشروعه وهو عبارة بزار بجانب هرم سوزر لبيع القطع التذكارية لأطفال و القصص التى تروي حكايات الأهرامات و القدماء المصريين ثم  يصطحبهم كمرشد سياحي  لمشاهدة هذه الآثار في الواقع ويحكي لهم قصتها وبرغم أن فكرة مشروعه جيدة ولكنه ظل غير راض عنها  , حتى صادف الشيخ لبلوب الفنان محمد رضوان الذي يهديه صفارة  توت عنخ أمون الأثرية التي تعيد الشخص إلى الماضى  التي تسافر عبر الزمن.

شفيق بشخصيات عديدة

وتبدأ الأحداث وكأنها تمثيلية أجبر على تأديتها والوجود ضمن أبطالها  دون  يعرف السبب بعد استخدم الصفارة .مثل   رئيس مجلس ادارة مجموعة شركات سياحية، وحياته كلها ملك للعمل وإجراء الصفقات والاجتماعات وجعل ذلك علاقته مع زوجته فاترة، كما أنه شخص بدين يعانى من زيادة الوزن بسبب تناول أدوية معينة.

و ,عازف الأورج ومطرب المهرجانات والافراح الشعبية  .

 فتوة و بلطجي يحمل اسم,

 الماتهمة  وهو شخص صاحب هيبة كبيرة في عالم العصابات والبلطيجة  وكلمته تسير على الكل في التجارة، ولكن مع الوقت ينكشف أنه شخص ضعيف وما حدث وجعله فتوة كانت صدفة كوميدية ليست إلا.

وشخص مريض و محتجز في مصحة الأمراض العصبية حيث وضعه زميله علاء فيها من أجل اخلاء الجو له والارتباط بشيرين (اية سماحة) ولكن شفيق لم يكن مريضاً وكان الطبيب يوهمه بذلك بعدما دفع علاء له أموالاً لذلك.وغيرها من الشخصيات.

ما حدث في جمصة 

و في كل حكاية يأنب  وجيه أخيه قائلا " بس يا أبيه أنت متعرفش ايه اللي حصل في جمصة" وبقى هذا السؤال الذي حير   المشاهدين دون إجابة وبرغم من إنتشار أخبار بأن هناك جزء ثاني سيحمل الإجابة و يكشف ما حدث في جمصة ولكن الفنان أحمد أمين  صرح   بأنه لن يكون هناك جزء ثاني إلا عندما يجدوا قصة أقوى من الجزء الأول في ما عدا ذلك لن يتم , إذن هل فكرتم ماذا يمكن أن يحدث لشفيق المرشد السياحي فى جمصة فحسب الفيديو المنشور على موقع أفيش  أن ما حدث هو مقلب من مقالب صديقة علاء " حاتم صلاح  و الذي اعتقد انه يتضح  فى  الكوبيلة الذي غناه هشام عباس في تتر المسلسل "  قصرت الجاكيت البنطلون ضرب منى وكمى  طفح فيه قلم بقيت أشهر من النار ع العلم  "  ومن وجهة نظر ى أن هذا التفسير صحيح خاصة انى انتظرت الحلقة التى يحدث فيها ذلك وانتهى المسلسل دون أن يظهر  الإطار الذي تم فيه هذا الموقف  ,والذي كان  سبب فى سخرية السائحين منه , وهو فى طريقة مع فوج سياحي لزيارة   مدينة جمصة  باعتبارها مدنية سياحية لها تاريخ منذ   قيام الحملة الفرنسية على مصر عام ١٧٩٨ ومرورها  بهذا المكان نزلت به وتمركزت بمنطقة تبة عرابي وقبل رحيلها أطلقت على هذا المكان اسم JAIMECA  وتنطق بالفرنسية جيمسا ومعناها ( المكان الذي أحبة ) ومن هنا أنشأت قرية وأطلق عليها اسم جيمسا ثم تحورت الكلمة في النطق وأطلق عليها جمصة, ولزيارة "  تبة عرابي أو طابية أشتوم أو كما يطلق عليها و هي أثر فريد تقع بمنطقة أشتوم جنوب مدينة جمصة بمحافظة الدقهلية، شاهد على تاريخ وعظمة الجندية المصرية، وآخر القلاع التي استخدمها أحمد عرابي في مواجهة الاحتلال الإنجليزي 

ومازالت  صامدة في مكانها منذ العدوان الإنجليزى على مصر، حتى بالرغم من مرور ما يقارب من 160 عاما على إنشائها، حيث يرجع تاريخ إنشائها لعصر عباس باشا الأول، وتعنى كلمة "أشتوم" ميناءً صغيرا على البحر يؤدي إلى النهر ، والتي تم بناؤها على أرض رملية "تل رمال"، وشيدت مبانيها وأسوارها من الأطوب الأحمر والحجرى والمونة المثلثة.


و في رأيي أن هذا التفسير منطقى لما حدث في جمصة خاصة أنه مناسب لطبيعة عمل شفيق كمرشد سياحي يصطحب السائحين للعديد من المناطق السياحية في مصر ولطبيعة  علاقته المتوترة مع زميله فى العمل "علاء"  الذي يحاول دائما الإنتصار و إفساد  كافة محاولته فى النجاح  في العمل " وذلك عندما أغلق عليه باب الحمام فى محاولة لتأخيره عن العرض التقديمى لفكرة مشروعه " تطبيق سواح" وعرضها هو على أنه صاحبها بدلا منه "و الإرتباط  بشرين " آية سماحه" الذي دائما ما تفشل كل محاولات التقرب منها  , ولأن ما حدث فى جمصة يمثل لشفيق  ذكرى مؤلمة  حاول نسيانها أو نساها بالفعل ليأتى شقيقه وجيه ويذكره بما حدث دون تفاصيل  بنبرة فيها تأنيب فقط حتى لا يجرح مشاعره خاصة  أنه يعلم أنه فشل  في أن يرد أعتباره لما حدث له من زميله " علاء " , حتى انتهى الأمر بتركه للعمل فى الشركة خاصة بعد أن سرق " علاء " فكرة تطبيقه  ولذلك انتهى المسلسل بإهداء   " شفيق " الصاجات التى أعطاها له الشيخ لبلوب لعلاء حتى يختفى من دائرة حياته إلي الأبد فى محاولة أخيرة لانتصار عليه والفوز بقلب حبيبته " شرين"خاصة بعد أن تغير تفكيره وتقبل أمره الواقع كما هو,ولكن الكاتب محمد فهمي سلامة ذكر في مقالة " ماذا حدث في جمصة ؟" في موقع الميزان أن صناع المسلسل جعلوا من الايفيه هدفا لمتابعة المسلسل حتى نهايته ليس إلا, وأن صحيفة الاحرار نشرت فى سنة ٢٠٠٠ تقريرا بفرار عدد كبير من المصطافين بعد انتشار أسراب كثيفة الحجم من الناموس, حتى عين المسؤولين عدد من العمال لتنظيف الأراضي الزراعية المجاورة التى تتسبب في تكتل أعداد كبيرة من الناموس,  كان مجرد  موقف ما سيء  حدث بالفعل لشفيق وترك له ذكرى مؤلمه فى حياته مثل بطل الفيلم   إيڤان تريبون،  الذي كان يعاني في طفولته من مشكلة في الذاكرة بحيث أن بعض الأحداث المهمة لا يستطيع تذكرها حتى وهو تحت تأثير التنويم الإيحائي، وبهذا ينصحه طبيبه بكتابة مذكراته. وعندما يكبر بعد 13 عاما يكتشف قدرته على تذكر الأحداث بل والعيش فيها بشكل حقيقي لدرجة قدرته على تغييرها واللعب على مجرياتها لدرجة أنه لا يريد تذكره ابدا , ام مجرد ايفيه لجذب انتباه المشاهدين فهذا ما سنعرفه إذا تم طرح جزء ثانى بالفعل .