الشيخ محمد بن صالح العثيمين صاحب الملكة في معرفة الدليل واستنياط الأحكام






هو صاحب الفضيلة الشيخ العال‍م المحقق، الفقيه المفسر، الورع الزاهد، محمد بن صالح آل عثيمين

جلس في حلقة شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى-, فدرس عليه في التفسير, والحديث, والسيرة النبوية, والتوحيد, والفقه, والأصول, والفرائض, والنحو, وحفظ مختصرات المتون في هذه العلوم.

التحق بالمعهد العلمي وانتفع بالعلماء الذين كانوا يدرسـون فيه حـينذاك، ومنهم: العـلامة المفسـر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ الفقيه عبد العزيز بن ناصر بن رشيد، والشيخ المحدث عبد الرحمن الإفريقي -رحمهم الله تعالى-.

    وفي أثناء ذلك اتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فقرأ عليه: من صحيح البخاري، ومن رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية؛ وانتفع به في علم الحديث، والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها.

  ظهرت جهوده العظيمة -رحمه الله تعالى- خلال أكثر من خمسين عامًا من العطاء والبذل في نشر العلم والتدريس والوعظ والإرشاد والتوجيه وإلقاء المحاضرات والدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى-.

    ولقد اهتم بالتأليف، وتحرير الفتاوى والأجوبة، التي تميزت بالتأصيل العلمي الرصين, وصدرت له العشرات من الكتب والرسائل والمحاضرات والفتاوى والخطب واللقاءات والمقالات, كما صدر له آلاف الساعات الصوتية التي سجلت محاضراته وخطبه ولقاءاته وبرامجه الإذاعية ودروسه العلمية؛ في تفسير القرآن الكريم، والشروحات المتميزة للحديث الشريف والسيرة النبوية، والمتون والمنظومات في العلوم الشرعية والنحوية.

 إلى جانب تلك الجهود المثمرة في مجالات التدريس والتأليف والإمامة والخطابة والإفتاء والدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- كان لفضيلة الشيخ أعمال كثيرة موفقة منها:

• عضوًا في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.

• عضوًا في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

• عضوًا في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين، بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم، ورئيسًا لقسم العقيدة فيها.

• وفي آخر فترة تدريسه بالمعهد العلمي شارك في عضوية لجنة الخطط والمناهج للمعاهد العلمية, وألف عددًا من الكتب المقررة فيها.

• عضـوًا في لجنة التوعية في موسـم الحج، حيث كان يلقي دروسًا ومحاضرات في مكة والمشاعر, ويفتي في المسائل والأحكام الشرعية.

• ترأس جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة.

• ألقى محاضرات عديدةً داخل المملكة العربية السعودية على فئات متنوعة من الناس, كما ألقى محاضرات عبر الهاتف على تجمعات ومراكز إسلامية في جهات مختلفة من العالم.

• من علماء المملكة الكبار الذين يجيبون على أسئلة المستفسرين عن الأحكام والمسائل؛ عقيدةً وشريعةً وسلوكًا، وذلك عبر البرامج الإذاعية في المملكة العربية السعودية، وأشهرها برنامج (نور على الدرب) من إذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية.

• نذر نفسه للإجابة على أسئلة السائلين؛ مهاتفةً ومكاتبةً ومشافهةً.

• رتب لقاءات علميةً مجدولةً, أسبوعيةً وشهريةً وسنويةً.

• شارك في العديد من المؤتمرات التي عقدت في المملكة العربية السعودية.

• ولأنه يهتم بالسلوك التربوي والجانب الوعظي اعتنى بتوجيه الطلاب وإرشادهم إلى سلوك المنهج الجاد في طلب العلم وتحصيله, وعمل على استقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم الكثيرة المتنوعة, والاهتمام بأمورهم.

• وللشيخ -رحمه الله تعالى- أعمال عديدة في ميادين الخير وأبواب البر ومجالات الإحسان إلى الناس, والسعي في حوائجهم وكتابة الوثائق والعقود بينهم, وإسداء النصيحة ل‍هم بصدق وإخلاص.

    يعد فضيلة الشيخ -رحمه الله تعالى- من الراسخين في العلم الذين وهبهم الله -بمنه وكرمه- تأصيلًا وملكةً عظيمةً في معرفة الدليل واتباعه واستنباط الأحكام والفوائد من الكتاب والسنة, وسبر أغوار اللغة العربية معاني وإعرابًا وبلاغةً.

    ول‍ما تحلى به من صفات العلماء الجليلة، وأخلاقهم الحميدة، والجمع بين العلم والعمل؛ أحبه الناس محبةً عظيمةً, وقدره الجميع كل التقدير, ورزقه الله القبول لديهم، واطمأنوا لاختياراته الفقهية, وأقبلوا على دروسه وفتاواه وآثاره العلمية, ينهلون من معين علمه، ويستفيدون من نصحه ومواعظه.

    وقد منح جائزة الملك فيصل -رحمه الله تعالى- العالمية لخدمة الإسلام عام (1414ﻫ), وجاء في الحيثيات التي أبدتها لجنة الاختيار لمنحه الجائزة ما يأتي:

• أولًا: تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها: الورع, ورحابة الصدر، وقول الحق, والعمل لمصلحة المسلمين, والنصح لخاصتهم وعامتهم.

• ثانيًا: انتفاع الكثيرين بعلمه؛ تدريسًا وإفتاءً وتأليفًا.

• ثالثًا: إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.

• رابعًا: مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كثيرة.

• خامسًا: اتباعه أسلوبًا متميزًا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, وتقديمه مثلًا حيا ل‍منهج السلف الصالح؛ فكرًا وسلوكًا.