إعادة تشكيل وجه امرأة عاشت قبل 3500 عام

 




هذه الصورة لسيدة عاشت قبل 3500 سنة في اليونان القديمة. الصورة ليست استلهاما من الذكاء الاصطناعي والمفترض أنها صورة حقيقية تمت بتكنولوجيا البناء الرقمي للوجه من خلال رفاتها.

المرأة سبقت عصرَ هوميروس أو حربَ طروادة بوقتٍ طويل. 

إعادة بناء الوجه الواقعي بدأت بنسخة طبق الأصل من جمجمة المرأة، صنعها باحثون في جامعة مانشستر. استخدمه الفنان الرقمي الإسباني خوانخو أورتيجا ج، مُحسّنًا التفاصيل بمساعدة نتائج الحمض النووي المعاصرة، وتحليل الهيكل العظمي، وبيانات من القبر نفسه.

دُفنت المرأة، التي توفيت عن عمر يناهز 35 عامًا، في مقبرة ملكية بين القرنين السابع عشر والسادس عشر قبل الميلاد. وضمّ دفنها مقتنيات جنائزية رفيعة المستوى، مثل قناع ذهبي مصنوع من الإلكتروم وثلاثة سيوف. نُسبت هذه المقتنيات في الأصل إلى الرجل الذي كان بجانبها، ويُعتقد الآن أنها تخصها.

كشفت بقايا هيكلها العظمي عن أدلة على التهاب المفاصل في عمودها الفقري ويديها، والذي يعتقد الباحثون أنه من المرجح أن يكون ناجمًا عن عملها في النسيج، وهو أحد أكثر المهام التي تتطلب جهدًا كبيرًا، وإن كان شائعًا، بالنسبة للنساء في ذلك الوقت.

هيلين في الإلياذة وُصفت بأنها كانت تنسج. الوجه المُعاد بناؤه، هو وجه امرأةٍ متزنةٍ وحازمة، تدعو صورتها إلى إعادة النظر في دور المرأة في العالم القديم، ليس كظلٍّ لرجال عصرها، بل كبطلة في قصتها الخاصة.

بفضل التقدم الحديث في علم الأنثروبولوجيا الجنائية، والتسلسل الجيني، والتأريخ بالكربون المشع، والرسم ثلاثي الأبعاد، أصبح الباحثون قادرين على إعادة بناء الوجوه - والحياة - بوضوح لم يسبق له مثيل.

هذا أكثر من مجرد إنجاز تقني. إنه وسيلة لإعادة كتابة التاريخ. يُقرّبنا هذا النهج من النساء الحقيقيات في العصور القديمة، متجاوزين الصور النمطية أو الرسومات الأسطورية.

والآن، مع ظهور وجهها لأول مرة منذ آلاف السنين، يمكن رواية القصص لإحياء الماضي بطريقة أكثر واقعية وإقناعًا.

#نقاش_دوت_نت.