“إذا ضاقت عليك الأمور وأُغلقت الأبواب في وجهك ، فمفتاح ذلك كله حسن الظن بالله واليقين بأن الأمر كله لله.”
الله سبحانه وتعالى لن يُضيع عبده مهمَا يَكُن ، إذا أحسَنت ظنّك بالله فِي كلّ شيءٍ ، فإنه يُعطِيك فوقَ مَا تُرِيد ، تخسر فِي تجارة ، تخسر في أي شيء ! قُل : " اللهُمّ آجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي و أخلِف لِي خيراً مِنها " ، ف ولله إن الله سيعوضك ، قد يجعل الله فيه القبول ، قد ينفَع الله بك أموراً كثِيرة . فكلما زاد حسن الظن زاد حسن الحظ، وكلما زاد سوء الظن زاد سوء الحظ.
قَال الله تَعَالى : ﴿أنَا عِندَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأنَا مَعَهُ إذَا ذَكَرَنِي﴾ ، هذهِ المَعِيةُ ليسَت شيئاً هيناً الله معك "و انا معه إذَا ذَكَرنِي " و في حديثٍ قُدسيٍ آخر قال تعَالى ﴿انَا معَ عَبدِ مَا ذَكَرَنِي وَ تَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاه﴾ ، مَا دُمتَ ذَاكِراً لله سبحانه و تعالى فالله مَعك ، لن يَتْرُكك .
سأروِي لكم قصةً صغِيرة ، إمراة عِندما تُوفى زوجُها و عندما تلقت هذا الخَبر أول شئ نطقَت به : " اللهُمّ آجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي و أخلِف لِي خيراً مِنها " ، فاستجاب الله دعاءها ورزقها خيرٍا من مصيبتها، هي أم سلمة رضي الله عنها فبعد وفاة زوجها أبي سلمة ، الذي كان من أوائل المسلمين ومن أحبّ الناس إلى قلبها، قالت هذا الدعاء كما أوصاها النبي ﷺ.
وكانت تظن أنه لا أحد خير من أبي سلمة، لكن الله أبدلها بخيرٍ منه، فخطبها رسول الله ﷺ وتزوجها، فكانت من أمهات المؤمنين ، عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : سمعت رسول الله ﷺ يقول:
[ ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها، إلا أخلف الله له خيرا منها ]
قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله ثم إني قلتها ، فأخلف الله لي رسول الله ﷺ .