الموت يغيب الروائي صنع الله إبراهيم

 



القاهرة: خالد بيومي 

رحل عن عالمنا اليوم الروائي الكبير صنع الله إبراهيم " 1937_ 2025"  عن عمر يناهز 88 عاما بعد صراع مع المرض ، وبعد مشوار ثقافي طويل وشاق ومليء بالأشواك. أحياناً تكون الثقافة لعنة على صاحبها، وأعتقد أن الأستاذ إبراهيم أحد الذين أصابتهم هذه اللعنة. ويعتبر من أبرز نجوم جيل الستينيات كتب القاهرة الحديثة بشوارعها الحديثة وحواريها القديمة بوصفه أحد مواطنيها العارفين حقائقها. 



درس الحقوق، ثم التصوير السينمائي وصناعة الأفلام، عمل في

وكالة الأنباء المصرية (1967)، ثم وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية (1968 - 1971)، وتفرغ للكتابة منذ عام 1975.

من أبرز أعماله: بيروت بيروت (1984)ذات (1992)شرف (1997)،وردة (2000)،أمريكانلي (2003).




 ونعى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ببالغ الحزن والأسى، الكاتب والأديب الكبير صنع الله إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا اليوم، تاركًا إرثًا أدبيًا وإنسانيًا خالدًا سيظل حاضرًا في وجدان الثقافة المصرية والعربية.




وأكد وزير الثقافة أن الراحل مثّل أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وامتازت أعماله بالعمق في الرؤية، مع التزامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله مثالًا للمبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي.

وأضاف أن فقدان صنع الله إبراهيم خسارة كبيرة للساحة الأدبية، فقد قدّم عبر مسيرته الطويلة أعمالًا روائية وقصصية أصبحت علامات مضيئة في المكتبة العربية، كما أثّر في أجيال من الكُتّاب والمبدعين.



وقال الروائي عزت القمحاوي ‏سيبقى صنع الله إبراهيم، القامة الروائية المديدة والضمير والاستقامة الثقافية، ستبقى كتابته شاهدة على تاريخ سياسي وأدبي .

 وقال الروائي هيثم حسين : كنت شاهداً عنيداً على زمن القهر، وكتبت بلا مهادنة ولا تزيين. ستظلّ نصوصك تذكّرنا بأنّ الرواية موقف، وأنّ الكلمة الصادقة حين تُكتب بوعي وشرف، تبقى عصيّة على الموت..

‏وقالت الكاتبة فاطمة عبدالله: صنع الله إبراهيم أكثر من كاتب. إنه ذاكرة تمشي على قدمين وضمير ظلَّ يقظاً في وجه الصمت. حمل في قلبه وجع المقهورين وأحلام المهمَّشين، ودفع ثمن كلمته سنوات من عمره في «سجن الواحات»، حيث نضجت في أعماقه بذور الحكايات، وتشكّل صوته الرافض للاستسلام.




خرج من ظلمة الزنازين إلى فضاء الكتابة، ليصوغ روايات تمزج الحقيقة بالسرد، والتاريخ بالوجع الإنساني. في «تلك الرائحة»، دوَّى صدى السجين الذي لم تنكسر إرادته، وفي «اللجنة» و«بيروت بيروت» و«شرف»، كان الراصد والناقد والحالم بالعدالة.




لم يكتب ليُرضي سلطة أو يتزيَّن بجائزة، وحين شعر أنّ التكريم يُخاصم حرّية الكلمة، تركه ومضى، متمسّكاً بعهده مع القارئ والحقيقة. كان يؤمن أنّ الثورة تبدأ من نبض الناس، وأنّ الكاتب الحقّ يكتب وهو مبلّل بعرق الشارع وممتلئ برائحة الأرض.



إنه الكاتب الذي حوّل جراحه إلى أدب حيّ، فظلَّ اسمه مرادفاً لجرأة الموقف ونقاء الكلمة، ومَلْمحاً إنسانياً محفوراً في وجدان الرواية العربية.

#نقاش_دوت_نت