لماذا خذلت روسيا حليفتها إيران في حربها الأخيرة مع إسرائيل ؟
يوليو 08, 2025
كتب خالد بيومي
صرح سيد حسين موسويان، السفير الإيراني السابق لدى ألمانيا والمفاوض النووي السابق:
لم تُزوّد روسيا إيران بطائرات سو-35 المقاتلة أو منظومة الدفاع الجوي إس-400، على الرغم من تعرض إيران لتهديدات من قوى نووية كالولايات المتحدة وإسرائيل على مدى عقود، وتعرضها في نهاية المطاف لهجمات منها.
رغم وجود اتفاقية للشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران في خطوة تعزز التحالف بين البلدين على مختلف الأصعدة.
حيث وقع الرئيسان الروسي والإيراني على إتفاقية تغطي جميع المجالات بين البلدين، بما في ذلك الدفاع المشترك ومكافحة الإرهاب والطاقة والمالية والنقل والصناعة والزراعة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا.
ومع ذلك، عرضت روسيا على الهند، حليفة الولايات المتحدة، 117 طائرة سو-35 إم، وإنتاجًا مشتركًا لطائرات سو-57 مع نقل كامل للتكنولوجيا.
هذا ليس انتقادًا لموسكو؛ بل هو تصرفٌ يخدم مصالحها الاستراتيجية. إذا طلبت تركيا (عضو في حلف الناتو) أو المملكة العربية السعودية (حليفة الولايات المتحدة) طائرات سو-35 أو سو-57 أو إس-400، فمن المرجح أن توافق روسيا.
ربما يُساعد هذا الواقع طهران على فهم العلاقات الدولية والطبيعة الحقيقية للمصالح الوطنية بشكل أفضل.
و قد تنبأ السياسي والمحلل الروسي الكسندر نازاروف بالضربة في ديسمبر الماضي يتوريط إيران في الحرب مع إسرائيل دون تدخل روسيا قائلا: "ايران هي التالي"..الآن، بعد تحييد غزة وحزب الله والقضاء على سوريا، حان وقت إيران.
وستكون الخطوة التالية هي توجيه ضربة إسرائيلية أمريكية إلى إيران. ومن المرجح الآن أن تتمكن إسرائيل من الوصول إلى المطارات في سوريا الأقرب إلى إيران، وهو بالضبط ما افتقرت إليه في عملية واسعة النطاق. وبعد ذلك ستعود إسرائيل إلى لبنان، وتصل إلى الحدود الشمالية للبنان وتدمر حزب الله. وستكمل إسرائيل بعد ذلك طرد الفلسطينيين.
ومن الممكن أن يحول التحالف العسكري الاستراتيجي بين روسيا وإيران دون ذلك، ولكن يتعين على إيران أن تقدم لروسيا شيئاً من شأنه أن يعوض عن مخاطر وشدة الحرب على جبهتين مع أعداء أقوياء. ومع ذلك، ونظراً لعدم الاستقرار الداخلي في إيران، والأهم من ذلك، رأي طهران المبالغ فيه بشأن قوتها وأهميتها واستقلالها، فإن ضمان أمن إيران سيكون عبئاً ثقيلاً للغاية على روسيا مع فوائد مشكوك فيها.