براءة هند بنت عتبة



كتب خالد شحاتة 

 ‏كانت هند بنت عتبة نائمة فى غرفتها عندما فوجئت بزوجها الفاكه بن المغيرة يدخل عليها سائرا صارخا فيها من الذى خرج من عندك الآن!!!

دهشت من ثورته وأنكرت أنها رأت أحدا ولم يصدق الزوج انكارها وقرر إعادتها إلى بيت أبيها ..

‏وتركها معلقة وحاصرتها الألسنة بالأقاويل حتى أن أباها نفسه ضج من كلام الناس وصاح بها ماذا أفعل بك لقد تكاثرت الأقاويل علينا إن كان زوجك صادقا دسست عليه من يقتله فتنقطع الأقاويل وإن يكن كاذبا فلنحتكم  إلى كهنة اليمن.

‏كان من الصعب عليها ان تسترد شرفها بالقتل فالدم سيثبت التهمة عليها لذلك وافقت على تحمل المخاطرة والاحتكام إلى كهنة اليمن لأنها تعلم انه لو أخطأ الكهنة وأثبتوا الأكذوبة عليها سيقتلونها هناك ومااكثر مايخطئون لكنها قررت وذهبت إلى أبيها وأقسمت أنها صادقة وأنها لايمكن ان تفعل ذلك وتمرغ شرف أسرتها في التراب.

‏ذهب والدها إلى زوجها وأعلن التحدي واتفقا على الذهاب إلى كهنة اليمن لإثبات براءتها. خلال الرحلة تركب بمفردها جملا ويحيط بها والدها وإخوتها غير متأكدة من براءتها. وكان يتجول حولها نساء ورجال بني عبد مناف ينظرون إليها بشكوك كثيرة وفي الجانب الآخر كانت إبل مخزوم وفيها زوجها السابق الفقيه بن المغيرة. 

‏والناس من حوله. لقد كان من بين مجموعته من الناس لكنها ظلت صامتة طوال الطريق تستقبل نظراتهم بحزم دون خوف

أخيرا ظهرت جبال اليمن وأحست بالرجفة واقترب منها أبوها الذى لاحظ توترها فسألها فى همس متحفز ماذا بك ؟

 قالت وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة أنا بخير يا أبتاه لكنى أعرف أننا نستشير بشړا يخطىء ويصيب.

‏دخلت هند إلى الكاهن وهى تدرك أنها تقامر إما بالشرف أو بالفضيحة وكان الكاهن عجوزا ووجهه مخيفا عندما رأت  هند وجهه  ارتجفت واندست بين باقى نسوة بنى عبد مناف، ووقف أبوها أمام الكاهن وأشار الى جمع النسوة قائلا انظر أمر هؤلاء النسوة الجالسات من منهن لها قضية فلتخبرنا عنها كان هذا هو النظام المتبع.

‏أخذ الكاهن يقترب منهن واحدة فواحدة ويضرب كلا منهن على كتفها ويأمرها بالنهوض دون كلام أى أنها ليس عليها شىء إلى أن وقف أمامها تمهل و التقت نظراتهما و عرف أنها صاحبة القضية فقال بصوت واضح انهضى غير رسحاء،  ولتلدى ملكا يسمى معاوية ومعنى رسخاء أى قليلة اللحم .

‏نهضت هند قامتها فى السماء وأحست أنها أطول وأعلى من كل من اتهموها ومنذ هذه اللحظة هى ام الملك المنتظر وعليها ان تصون جسدها من اجل ان تحظى بهذا الشرف وعندما اقترب منها زوجها السابق ليمسك يدها معتذرا متوسلا ان تعود الى بيته لكنها نزعت يدها منه قائلة بصوت حازم والله انى لأحرص على أن يكون هذا الملك من رجل غيرك.

‏الجدير بالذكر أنها تزوجت بعد ذلك أبوسفيان بن حرب سيد قريش وأنجبت معاوية 

وزوجها السابق الفاكه بن المغيره هو شقيق الوليد بن المغيرة من سادات قريش والذى أنجب خالد بن الوليد.

المصادر 

تاريخ الخلفاء

السيوطي - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي