باسم يوسف يرد على أكاذيب نتنياهو

 ‏



حل الإعلامي  باسم يوسف ضيفًا على أحد أضخم البودكاست الأمريكية Nelk Boys، ليقدّم حلقة استثنائية عن غزة.

اللافت أن الحلقة السابقة لاستضافته، قبل عشرة أيام فقط، كان ضيفها بنيامين نتنياهو نفسه، الذي ملأ الأجواء بالكذب والتضليل والعنجهية، مما أثار استياء شريحة واسعة من جمهور البرنامج، ودفع القائمين عليه للبحث عن ضيف قادر على تفنيد تلك الأكاذيب وإعادة التوازن..

فاختاروا باسم يوسف.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن فريق إعداد الحلقة يقف في صفه؛ إذ حرصوا على عرض جميع المصادر التي استند إليها على الشاشة مباشرة، وكأنهم يقدّمون اعتذارًا ضمنيًا لجمهورهم عن استضافة نتنياهو. 

وباسم، بثقة عالية، دعا المشاهدين إلى التحقق بأنفسهم من كل ما يقوله، مستفيدًا من كون الحلقة تُبث مباشرة ولأول مرة في تاريخ القناة، بلا قص أو تعديل أو مونتاج، لتكون كلماته حرة تمامًا.

اللافت أن أحد مقدّمي البرنامج، وهو أمريكي يهودي، التزم الصمت طوال الحلقة، مكتفيًا بمتابعة الحوار بذهول، فيما لم يخفِ باسم انزعاجه من «غسل الأدمغة» الذي يعانيه هؤلاء، معبرًا عن مزيج من الغضب والشفقة لجهلهم بحقائق القضية الفلسطينية، مؤكّدًا أنه يقرأ ذلك في عيونهم وهو يخاطبهم.

من أقوى لحظات اللقاء حين واجههم باسم بحقيقة أن الولايات المتحدة دفعت في عام 2024 أكثر من 17.5 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب لدعم إسرائيل بالسلاح الذي يقتل أطفال غزة، ثم طرح سؤاله المباشر: هل أنتم موافقون على ذلك؟.

التأثير كان واضحًا؛ فخلال ثلاثة أيام فقط حققت الحلقة أكثر من 2 مليون مشاهدة على يوتيوب، بينما حلقة نتنياهو، التي مضى عليها 15 يومًا، لم تتجاوز 1.8 مليون مشاهدة، مع ملاحظة أن التعليقات تكاد تتفق على الانبهار بأداء باسم وصراحته.

حتى في التفاصيل الصغيرة، أبدع باسم في توظيف الرمزية؛ إذ ارتدى قميصًا يحمل علم فلسطين على الجهة اليسرى عند القلب، موضحًا أنه يخص مجموعة «طيور غزة» من راكبي الدراجات، معظمهم مبتورو الأطراف بسبب القصف، وهو ما أثار صدمة المذيع.

هذا الظهور لم يكن مجرد حلقة في بودكاست، بل كان اختراقًا واعيًا لجدار السردية الصهيونية داخل منصة أمريكية ضخمة، وفي توقيت حساس، وبعد استضافة رأس الدعاية الإسرائيلية مباشرة. 

نجاح باسم في استغلال البث المباشر، وتوظيف الأرقام، وربطها بالمسؤولية الشخصية للمشاهد الأمريكي، جعل من الحلقة سلاحًا ناعمًا لكنه بالغ التأثير في معركة الوعي، خصوصًا أن المنصة تستهدف جمهورًا شابًا بعيدًا عن الإعلام التقليدي، وهو الجمهور الذي يمكن أن يغيّر مواقفه إذا اصطدم بحقائق صادمة ومباشرة.

الخلاصة: 

لم يكتفِ باسم يوسف بالرد على أكاذيب نتنياهو، بل نسف بنيانها من أساسه، وترك أثرًا مدويًا في وعي شريحة من الجمهور الأمريكي لم تعتد أن تسمع هذه الحقيقة من مصدر عربي، وبذلك يكون قد صنع حدثًا إعلاميًا يستحق أن يُتداول على نطاق أوسع.

خالد صافي 


#نقاش_دوت_نت