كتب خالد شحاتة
فيروز الغنية باستغنائها عن الأضواء، توقع بصوتها كل شعر تغنيه، وتوقع بطلتها كل ثوب ترتديه، ليس لها حاجة إلى ضوضاء البشر، هي وحدها جارة القمر.
في مقابلة نادرة سنة 1999، سألوا السيدة فيروز:
"بتحبي تسمعي ايه الصبح؟"
فأجابت ببساطتها الأسطورية:
"بسمع صوتي من الشبابيك."
مش مجرد جواب... دا إعلان غير مباشر إنه فيروز صارت هي الصبح، هي النغمة الأولى اللي بتفيق المدن، هي الرفيقة اللي بتسبق فنجان القهوة، وبتتسلّل من كل شباك قبل حتى الشمس.
هي مش بتسمع العالم... العالم هو اللي بيسمعها.
سر نضارة بشرة المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز، على الرغم من بلوغها التسعين من عمرها، إذْ هي من مواليد الحادي والعشرين من نوفمبر العام ١٩٣٥، واسمها الحقيقي (نهاد وديع حدّاد)، أمّا (فيروز) فهو لقبها، وهي من أفضل الأصوات العربية في التاريخ الحديث، وأغانيها الواسعة الانتشار من أجمل الأغاني العربية حتى لقّبها البعض بــ(ملكة الغناء العربي).
وسر نضارة بشرتها وخلوها من التجعّد والتغضّن التزامها بالنوم في وقت مبكر كل ليلة؛ مما يجعلها تتمتع ببشرة صافية مشرقة متجددة الخلايا لا تشيخ على مر الأيام والليالي!
فيروز حتى في حزنها هادئة وراقية وأنيقة …
فيروز، كعادتها، تختار دائما ألا تهدينا نظرة
بل أن تهدينا الخيال: لتبقى هالةً غامضة
يراها كلٌّ منّا كما يشاء
نراها أُمًّا، قدّيسة، حزينة، حالة، مطربة
ولا نعرف إن كانت مطمئنّة أم مضطربة
لكننا نعرف جيدًا أنها حلمٌ جميل في هذا
الواقع الصعب ..
فيروز أسطورة لن تتكرر ..
السيدة فيروز لم تكن يوماً مبتسمة ..
طوال حياتها في كل أغاني الحب كانت تحمل ذات الوجه دون ملامح ..
لكن في عزاء ابنها ظهر عليها الانكسار وسط شموخها الذي لا يضاهى ..
#نقاش_دوت_نت