صدقني حين أقول لك: أنت حكاية كبيرة جداً.. لكنك لا تعرف أحياناً قدر نفسك..ولا تجيد في أحيان أخرى استخدام قدراتك ومواهبك.. وخسارة ألف مليون خسارة..أن تتنازل عن عرشك الذي أجلسك عليه ربك بالاستسلام لخور الارادة..أو الكسل والعجز..أو الفشل واليأس..أو نوازع الشر التي لا تليق بمن سجدت لجدّه الملائكة مثلك وبمن ينبغي أن يكون دائماً موضع التكريم والاحترام..لأنه إنسان
أرجوك لا تفهمني
حقا .. لماذا عليك أن تفهم جميع الناس دائماً ؟
ولماذا تتوقع من الآخرين أن يفهمونك دائماً ؟
فلا أنت ستفهمهم كلهم دائماً
ولا هم كلهم سيفهمونك دائماً
فلا تغضب منهم إذا لم يفهموك
ولا تغضب منك إذا لم تفهمهم
فلكل واحد طباعه
فليس من الحكمة أن نطلب من البعض ما لا تسمح به طبائعهم
فكل مُيسر لما خلق له
فلا تتوقع المألوف دائماً
فالناس والحياة والأقدار تُخبئ الكثير
لو أحببت أن أختار بعض الاقتباسات .. لاخترت الكتاب كله ..
ولكنني اخترت هذه العبارة بالتحديد
( وما أعجب الإنسان الذي يقتنع أحياناً بما لم يقتنع به من قبل ، لمجرد أن الآخرين قد أبدوا إعجابهم به)
أرجوك لا تفهمني
الكتاب الثالث للرائع عبد الوهاب مطاوع
بعد قرائتي لكتابين له
دموع القلب
و شركاء في الحياة
وكان كلاهما رداً علي مشكلات القراء التي كانوا يرسلونها إليه في الصحف
فكنت أقرأها وأتعجب من حال البشر ومشكلاتهم ونوازعهم ورغباتهم
ثم اقرأ ما يكتبه لهم ، وأتأمل قلمه بكل إعجاب وتقدير
لقد أسرني هذا الكتاب منذ الصفحات الأولي
فلم أتوقعه هكذا ..توقعته عن مشكلات القراءة وحديثهم معه كالعادة
ولكني فؤجئت بنبرة أدبية رائعة
وكأنه يُحدثك وجهاً لوجه
كل مقال بعنوان مثير، وأفكار مهمة صاغها قلمه في أسلوب السهل الممتنع، فضلاُ عن الثقافة العالية بالطبع
فهو يتحدث عن الكتاب والصحفيين والشعراء والفنانيين والفلاسفة