وجَدتَهُ شَرِيفًا عَاليًا واهتززتَ لهُ اهتزازَ الطَّرِب وترنَّحتَ تَرَنُّحَ النَّشوَانِ وأختلجَ في نَفسِكَ من الأحاسيسِ مَا يجعلُك تقول:"لله دره لله دره لله دره!" وإن كان المعنىٰ في أصلهِ مَرذُولًا ساقِطًا، وأنت إذ تعاطفتَ مَعَه في هذا المَعنىٰ إنما تَعَاطفتَ مع المَعنىٰ الشِّعرِيّ لا أصلِ المَعنىٰ.
وإنك إن تنظر إلى قول رُؤْبة:
"يا رب إن أخطأت أو نسيتُ
فأنت لا تنسى ولا تموتُ!"
تجدْهُ ليسَ بشَيء فِي المعنىٰ الشِّعرِيّ ولم يُحدِث فِي نَفسِكَ هِزَّةَ الأوَّلِ وإن كانَ في أصلهِ شريفًا عاليًا!، فتأمَّل رحمك الله!